وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: اجتاحت موجة غضب شعبية ومطالبات جماهيرية واسعة، المحافل العراقية وسط دعوات للنخب الوطنية والزعامات الدينية الى الوقوف بوقفة صارمة وشجاعة ضد ما يسمى "مؤتمر السلام" الذي عقد يوم أمس الجمعة في أربيل بحضور زعماء عشائر من غرب العراق، للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي تصعيد خطير للغاية ووسط ترحيب إعلامي صهيوني، نظمت منطقة كردستان العراق يوم أمس، عقد مؤتمر "السلام والاسترداد" في أربيل، والذي دعا إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني بحضور شخصيات عشائرية وقيادات بعثية سابقة في النظام البائد.
ويأتي انعقاد مؤتمر اربيل للتطبيع مع الكيان الغاصب في وقت يتواصل فيه توافد الزوار من مختلف محافظات العراق الى كعبة الاحرار في مدينة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى اربعينية استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.
فيما أكدت حكومة كردستان أن مؤتمر اربيل لا يمثل موقفها الرسمي. وأوضحت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم، بشأن اجتماع عُقد يوم أمس في أُربيل تحت عنوان (السلام والاسترداد)، بحسب بيان لها، أن "الاجتماع عُقد من دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وهو لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقف حكومة إقليم كردستان".
وأعربت الحكومة العراقية بوقت سابق اليوم، عن رفضها "القاطع للاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة اربيل باقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع اسرائيل".
وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع الكاتب والمحلل السياسي "اياد الامارة"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
* ما الهدف من اقامة مثل هذا المؤتمر في مثل هذه الظروف ؟
يسعى الكيان الصهيوني الإستيطاني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين لمد جسور التواصل والعلاقات مع أنظمة المنطقة سعيا منه لتحقيق مستوى من العلاقات التي تحفظ مصالح الكيان الصهيوني قبل أي مصلحة أخرى.
وهذا ما لا يمكن القبول به في مختلف الظروف لإعتبارات متعددة هي:
١. إن هذا الكيان الإجرامي الإستيطاني غير شرعي غاصب لأرض فلسطين.
٢. ضلوع هذا الكيان بأغلب الإرهاب الذي وقع في المنطقة.
٣. هذا الكيان الإجرامي لا يسعى إلا خلف مصالحه فقط.
* كيف تقيم انتخاب مكان وزمان اقامة المؤتمر في اربيل ؟
يشكل العراق طرفا مهما في محور المقاومة الذي تصدى ويتصدى للمخططات الصهيونية، لذا فهو يشكل تهديدا حقيقيا لوجود الصهاينة على أرض فلسطين فنراهم يسعون جاهدين لإحداث ثغرات في الجسد العراقي يتسللون من خلالها لتأسيس موطئ قدم لهم.
وقد اختاروا هذا التوقيت بالذات لأن العراق على أعتاب مرحلة إنتقالية سياسية تفرضها نتائج إنتخابات تشرين القادم.
* كيف كانت ردة فعل الشارع العراقي على اقامة هذا المؤتمر ؟
العراقيون على إختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية يرفضون بالإجماع وجود الكيان الصهيوني ولا يقرون بشرعيته ويقفون بوجه التطبيع.
والاصوات الشواذ التي تطالب بالتطبيع ليس لها أي وجود بين العراقيين وسوف يواجه هذا المؤتمر بشدة، ولن تكون له اي تبعات بإتجاه التطبيع. لأن العراقي يعتقد إن الصهاينة هم العدو اللدود له في كل الأحوال./انتهى/
تعليقك